الثلاثاء، 5 مايو 2020

حقيقة وفاة البطل عدنان خير الله طلفاح

بسم الله الرحمن الرحيم

(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا )

صدق الله العظيم / الاحزاب 23

استشهاد الفريق الاول الركن الطيار عدنان خير الله نائب القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع

1.منذ ان خلق الله سبحانه وتعالى الخلق (شعوب وقبائل ) ووضع فيها (الخير والشر) والصفات الحميدة وغير الحميدة في نفوس البشر ووضع الميزان الحق في التعامل الانساني وغير الانساني وهذا الانسان يستحق العيش بكرامة , وقد حدثت حروب بين الشعوب وقتل من قتل من الطرفين المتحاربين وظهر رجال ونساء خلدهم التاريخ بشجاعتهم وذكاءهم وكفاءتهم وعدلهم وحكمتهم وكرمهم وقيادتهم ونكران الذات , دافعوا عن اوطانهم دفاعا مستميتا ولهذا ظلت اسماءهم باقية على مدى العصور ثابته كثبات الجبال الشاهقة ورايات ترفرف بين رايات النصر .

2. ان الحرب (العراقية – الايرانية) برزت فيها ابطال وقادة وامرين , كان لهم الدور الفعال في انتصاراتنا العظيمة في المعارك التي خاضها الجيش العراقي وفي مختلف قواطع العمليات , (فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر), ومن خلال هذه المقدمة البسيطة لا بد ان نذكر ونتذكر قائدا شجاعا عزوما احب القوات المسلحة وشعبه وبادلوه ذلك الحب والاحترام والتقدير انه (الشهيد الفريق الاول الركن الطيار عدنان خيرالله طلفاح نائب القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع) , وسوف انقل لحضراتكم ايها الاخوة الاعزاء ما حدث. 

3.خلال وجودي (ضابط ركن القوة الجوية والدفاع الجوي في ديوان وزارة الدفاع) وسماعي لا شخاص مدنين وعسكرين وهم يتحدثون حول موضوع حادثة المرحوم الفريق الاول الركن الطيار عدنان خير الله وزير الدفاع واتهامهم بقتله من قبل (الرئيس القائد صدام حسين و حسين كامل ) وعلى هذا الاساس وعلى الرغم من ترددي كثيرا قبل أن ابدأ بكتابة هذا الموضوع , لكني وجدت من المناسب أن اكتب واكشف الحقيقة كما هي لقربي من السيد الوزير والحادثة التي أحلت به ولكوني كنت في ذلك اليوم (ضابط خفر ديوان وزارة الدفاع) والذي صادف أخر يوم من شهر رمضان المبارك والمصادف يوم الجمعة ( 5/ 5 /1989) لذا اقتضت الأمانة التاريخية والوظيفية والمسؤولية الأخلاقية أن أوضح الحقيقة كما اعرفها ليطلع عليها العراقيون والعرب والعالم اجمع على هذه الحادثة بكل أمانة وصدق وكل ما سيأتي ذكره قد شاهدته بأم عيني وسمعته بأذني والله على ما أقول شهيد .

4. بالساعة (1600) ( الرابعة عصرا ) من يوم الجمعة المصادف (5/ 5/1989) اتصل بي المرافق الشخصي للسيد وزير الدفاع (الملازم الاول هاني عبد اللطيف طلفاح ) وهو ابن عم السيد الوزير, من مطار (المثنى) العسكري والموجود فيه السرب الخاص والذي يضم عددا من الطائرات ( هليكوبترST- / PC-7 / PC-9 / تونيتر ) والواقع في العاصمة بغداد من جانب الكرخ , والذي كان سابقا مطار بغداد الدولي والذي أصبح لاحقا (مطار خاص لديوان رئاسة الجمهورية) واتصل بي واخبرني وقال لي (سيدي إن طائرة السيد الوزير قد تأخرت عن الوصول إلى مطار (المثنى) عن موعدها المحدد لوصولها قرابة (ثلاث) ساعات وقد وصلت الطائرتان السمتيتان المرافقة لسيادته إلى المطار واخبرني قائدا الطائرتين بان السيد الوزير قد أمرهم بالعودة والرجوع إلى بغداد من المنطقة الشمالية (مصيف انشكي) حيث كان متواجد هناك وقال لهم سوف الحق بكم بعد (ساعتين) إلا انه قد تأخر عن الوصول أكثر من (ثلاث) ساعات واني لا اعرف سبب هذا التأخير , علما بأنني قد اتصلت (بمصيف انشكي) واخبروني بان السيد الوزير قد اقلع بطائرته قبل أكثر من (ثلاث) ساعات فأرجو منك الاتصال والتحري عن مصير الطائرة وسوف اتصل بك لاحقا ).

مصيف انشكي 

5.مصيف انشكي يقع في المنطقة الشمالية بين مصيفي (سرسنك - سولاف ) التابعة إلى قضاء العمادية وإداريا إلى محافظة دهوك حيث يوجد في هذا المصيف دار استراحة للسيد الوزير ومهبط للطائرات السمتية وكذلك توجد فيها مغارة كبيرة استخدمت مستشفى ميدانية في حركات الشمال لقوات البيشمركه.

6.اتصلت بقاطع (الدفاع الجوي الرابع ) والمسؤول عن تامين وسلامة طيران الطائرات في المنطقة الشمالية وقاعدتي ( صدام - فرناس ) الجويتين وقد اخبرني القاطع بعدم توفر أي معلومات تخص طائرة السيد الوزير , وعليه تم الاتصال بالمرافق الشخصي وأخبرته بعدم توفر أي معلومات عن الطائرة من قبل ( القاطع والقاعدتين) المذكورتين أعلاه , فقال لي (سيدي إني قادم إلى ديوان الوزارة) .

7. في هذا الوقت رفع أذان المغرب وفطرت وتناولت كوبا من الشوربة ولم أتناول أي شيء غيره لكوني كنت قلقا جدا على مصير السيد الوزير , وصل مرافق السيد الوزير يرافقه بعض من رجال الحماية وكانت حالته النفسية قلقة جدا ولكونه لا يعرف أي معلومة تخص السيد الوزير هل هو على قيد الحياة أم ماذا ؟.

8. عاودت الاتصال بآمر( قاعدة فرناس الجوية العميد الطيار فيصل حبو) وآمر جناح السمتيات (المقدم الطيار أحمد عبو) وطلبت منهما التحري عن مصير طائرة السيد وزير الدفاع وتزويدي بالمعلومات التي تحصلون عليها , إضافة الى ذلك اتصلت بمستشفى (اربيل - الموصل ) العسكريتان وكان جوابهما بعدم معرفتهم عن أي معلومة عن الموضوع , كنا ننتظر أي معلومات عن مصير الطائرة وطاقمها المؤلف من ستة أشخاص وهم (الطيار الاول السيد الوزير/ الطيار الثاني المقدم الطيار سمير عبد الرحمن / النقيب الطيار صائب نعمان مصطفى / نائب ضابط فني زعيم /نائب ضابط مصور خالص / جندي مكلف (مراسل) عزيز ججو ).

9. بالساعة (2210) ( العاشرة وعشرة دقائق مساءا ) دق جرس الهاتف المحوري ورفعت سماعته وإذا بالمقدم الطيار (احمد عبو) يقول لي ( سيدي البقاء في حياتكم وان السيد وزير الدفاع قد استشهد) فأجبته (البقاء لله) وضعت سماعة الهاتف (وبكيت) فقال لي مرافق السيد الوزير والذي كان متواجد في غرفتي ( ها سيدي توفى السيد الوزير ) فأجبته (نعم) فاخذ يبكي بصوت عالي مع أفراد الحماية وغادروا المكان , اتصلت على الفور(بأمين السر العام لوزارة الدفاع اللواء الركن ناطق داود الجبوري) وضباط ركن الديوان جميعا وطلبت منهم الالتحاق فورا الى ديوان الوزارة فالتحقوا جميعا .

10. في الساعة (2400) (الثانية عشر) بعد منتصف الليل عرض تلفزيون بغداد فلما عن زيارة السيد رئيس الجمهورية وعائلته والسيد وزير الدفاع والسيد حسين كامل للمنطقة الشمالية ولقاءه مع مجموعة من أبناء شعبنا الكردي وتحدث معهم حديثا ابويا ثم غادر المكان , ولم يتطرق تلفزيون بغداد عن ذكر أي شيء يخص حادثة السيد الوزير لعدم معرفتهم بأي معلومة وبعد مشاهدتي هذا الفلم الخاص بالزيارة وعرضه على شاشة التلفزيون (استنتجت بان ديوان الرئاسة لا يملك أي معلومات عن حادثة استشهاد السيد الوزير وذهبت الى غرفة أمين السر العام لوزارة الدفاع وطلبت منه أن يتصل بديوان الرئاسة وتبليغهم بالحادثة , وبالفعل اتصل أمين السر العام بأحد مرافقي السيد الرئيس (الرائد شبيب سليمان المجيد) والذي كان خفر في ديوان الرئاسة لذلك اليوم وابلغه بالحادثة وقد كان جواب مرافق السيد الرئيس (بعدم معرفته بالحادثة وسوف يخبر السيد الرئيس المتواجد في مدينة الموصل فورا) . 

11. بالساعة (0300) ( الثالثة فجرا) من يوم السبت (6/5/1989) المصادف أول أيام عيد الفطر المبارك , ارسل علي امين السر العام واخبرني وقال لي (بان اذهب ومعي احد ضباط ركن الديوان العميد الركن برهان كاظم) إلى مستشفى (ابن سينا) الواقعة داخل القصر الجمهوري لاستقبال جثمان السيد الوزير, نفذت الأمر ووصلنا إلى استعلامات القصر الجمهوري والتقينا مع أفراد حرس الباب النظامي للقصر الجمهوري وتحدثت معهم عن سبب مجيئنا لمستشفى (ابن سينا) ودخولي إليها لاستقبال جثمان السيد وزير الدفاع ,في هذا الوقت وصلت مجموعة من السيارات مسرعة باتجاه الباب النظامي للقصر الجمهوري وقال احد حرس الباب انه موكب السيد الرئيس , دخلت سيارات المرسيدس والتي يبلغ عددها بحدود من ( 15 – 20 ) سيارة وعليها أثار غبار وأتربة يدل على إنها جاءت من منطقة فيها عواصف ترابية وزخات مطر, دخلنا إلى المستشفى وجلسنا ننتظر وبعد مضي حوالي ( خمس) دقائق وصلت سيارة مرسيدس ( ستيشن ) للساحة الخلفية للمستشفى وفي داخلها جثمان السيد الوزير ولم يجري إطفاء محركها لغرض استمرار تشغيل جهاز التبريد.

12. نحن ضباط ركن ديوان وزارة الدفاع أول المستقبلين لجثمان السيد الوزير ولم نشاهد احد غيرنا في هذه المستشفى وبقينا ننتظر, بعد فترة قليلة حضر الأطباء والسيد فاضل البراك مدير الامن العام ومعهم أشخاص لا اعرفهم وقفوا بجانبنا والكل حزين على هذه الحادثة التي المت بالسيد وزير الدفاع والكل صامته لهول الصدمة .

13. في الساعة (0430) (الرابعة والنصف) فجرا, وصل السيد الرئيس صدام حسين ومعه السيد حسين كامل وبعض من مرافقيه والأطباء من الباب الرئيسي للمستشفى متوجها إلى السيارة التي تحمل جثمان السيد الوزير وقد توجه السيد الرئيس إلى الباب الخلفي للسيارة التي تحمل الجثمان وفتحه بيده وكان الجثمان في النقالة وملفوفا بشرشف ابيض وقد حاول السيد الرئيس رفع الشرشف عن الجثمان فلم يتمكن وأمر حمايته بإنزال الجثمان على الأرض , اخذ السيد الرئيس سكينا من احد مرافقيه وشق الشرشف لينظر ويشاهد وجه السيد الوزير وقد كنت قريبا جدا من الجثمان وقد شاهدته بأم عيني وكان وجهه اصفر وعليه أثار غبار وشعر رأسه مرتب وعلى رقبته أثار دم وكأنه نائم , (انحنى السيد الرئيس الى الاسفل وقبل رأس ويد السيد الوزير وأجهش في البكاء وابكى كل من كان حاضرا وشاهد هذا الموقف, وخلال هذه اللحظات تقدم السيد حسين كامل من السيد الرئيس وامسك به وسحبه للخلف واعتدل سيادته ومسح دموعه وقال مخاطبا الأطباء (اخوان ما هو العمل) فأجابه احدهم (سيدي نذهب بالجثمان للطب العدلي في مدينة الطب) فقال السيد الرئيس (فلنتوكل على الله) .

14. انطلق موكب السيد الرئيس ومن معه والجثمان ونحن معهم إلى مدينة الطب وقد وصلنا إلى الباب الخلفي لمدينة الطب المقابل لنهر دجلة , كان الباب مغلقا ولا يوجد احد من منتسبي مدينة الطب , كنت وزميلي واقفين بحدود (10) أمتار من السيد الرئيس ومعه السيد حسين كامل وقسم من المرافقين وفي هذه اللحظات جاءني احدهم وقد أرسله السيد الرئيس وقال لي (إن السيد الرئيس يقول فليذهب الضباط إلى دائرتهم) , أدينا التحية العسكرية وانصرفنا باتجاه سيارتنا العسكرية , وبعد لحظات جاءنا نفس الشخص مسرعا وقال إن السيد الرئيس يقول ( خلي يجي الضباط ) علما بان السيد الرئيس وحسين كامل قد توجها باتجاه الباب الخلفي لمدينة الطب , وصلنا قرب السيد الرئيس وادينا التحية العسكرية وقال (أهلا قيس) ثم قال لي (ماذا عملتم بخصوص التشييع) فأجبته ( سيدي تم تبليغ المراسيم والانضباط العسكري وكل شيء جاهز إلا إن هناك شيء لم نعرفه) فقال (ما هو) فأجبته (سيدي وقت التشييع) فقال(اتصلوا بالسكرتير وهو يخبركم بوقت التشييع) , بعدها أرسل على مرافقيه (ارشد ياسين وشبيب سليمان المجيد وفاضل البراك ) وأمرهم بالبقاء مع الجثمان لحين إتمام عملية تثبيت أسباب الوفاة من قبل أخصائي الطب العدلي , ومن ثم غادر السيد الرئيس مع السيد حسين كامل بسيارته المرسيدس والتي كان يقودها الاخير.

15. بعد ذلك غادرنا المكان وذهبنا إلى مقر ديوان وزارة الدفاع , وفي اليوم التالي وهو اليوم الأول من أيام عيد الفطر استيقظ الناس على سماعهم آيات قرآنية من الإذاعة والتلفزيون ولم يعرفوا ما سبب هذا البث وفي الساعة (0800) الثامنة صباحا أذيع في نشرة الإخبار خبر (استشهاد المرحوم الفريق الاول الركن عدنان خير الله وزير الدفاع) , وبعد ذلك أعلنت وسائل الإعلام نعي السيد رئيس الجمهورية صدام حسين على العراقيين وكان (مضمون النعي) ( هوى احد النجوم المتلألئة في سمائكم أيها العراقيون انه الفريق الأول الركن الطيار عدنان خير الله وزير الدفاع عندما كان بزيارة تفقدية للمنطقة الشمالية حيث قامت ثلاث طائرات سمتيه بالإقلاع من المنطقة الشمالية إلى بغداد وصلت اثنتان منها وكبت طائرة الوزير بسبب عاصفة هوجاء أدت إلى تحطمها واستشهاد الوزير ومن معه ) كان هذا هو (مضمون النعي) إلا انه ليس صحيحا كما ذكر في النعي والذي لم يصل الخبر اليقين بالشكل الصحيح كما ذكرت أنفا ولم نعرف من هو الذي وصل هذا الخبر إلى السيد الرئيس صدام حسين بهذا الشكل والمضمون .

16. شيع جثمان المرحوم الشهيد وزير الدفاع تشييع رسمي وكان على رأس المشيعين السيد الرئيس صدام حسين وأعضاء القيادتين القومية والقطرية ولقيادة العامة للقوات المسلحة والهيئات الدبلوماسية العربية والأجنبية وكبار رجال الدولة من المدنيين وعسكريين وقد خرج الناس في شوارع بغداد على جانبي الطريق المؤدي قرب الجندي المجهول باتجاه مطار المثنى العسكري والى مثواه الأخير في مدينة ( تكريت) حيث دفن هناك وقد (امن) جثمانه لفترة قصيرة ونقل رفاته الطاهر إلى ساحة ( نصب الشهيد) في بغداد بمكان لائق بمكانته .

17. لقد حزن قادة وامري وضباط ومنتسبي وزارة الدفاع والقادة السياسيين والحزبيين وكل دوائر الدولة والشعب العراقي حزنا شديدا على هذا المصاب الجلل الذي فقد فيه رجل من خيرة الرجال الشجعان الذي يتسم (بالشجاعة والإقدام والأخلاق الرفيعة العالية الإنسان المتواضع الكريم العادل الهادئ الذكي المحبوب) من قبل كل من يعرفه وسمع باسمه انه رجل المهمات الصعبة رجل كيس يحمل من الذكاء والفطنة ويتفقد زملائه الكبار منهم والصغار فهو يتكلم مع كبيرهم وصغيرهم انه يتصرف وكانه يعرف ان المنية قريبة منه , علما انه حاصل على شهادة البكالوريوس في العلوم العسكرية وماجستير بالعلوم العسكرية وبكالوريوس باللغة الانكليزية جامعة بغداد وله علاقات كثيرة ومتشعبة مع شرائح المجتمع العراقي فهو قائد وأخ وصديق حميم لكل العراقيين العسكريين والمدنيين, مهما نكتب عن هذا الرجل من صفات حميدة فيه قليلة بحقه , تغمده الله برحمه الواسعة واسكنه فسيح جناته .

18. امر السيد الرئيس القائد صدام حسين بتشكيل (هيئة تحقيقية ) بالحادثة من اختصاصيين لهذا الغرض وقد ذهبت الهيئة إلى مكان الحادثة قرب مدينة (الكوير ) التابعة لمحافظة نينوى وبعد استطلاع المكان وشهادة الشهود ومن له علاقة بالحادثة تم التوصل إلى الحقائق التالية :-

أ. أقلعت ثلاث طائرات سمتيه نوع (ST) أمريكية الصنع من مطار المثنى بتشكيل بقيادة وزير الدفاع متوجه إلى المنطقة الشمالية (مصيف انشكي ) وقد وصل التشكيل إلى المنطقة المذكورة والنزول فيها بسلام .

ب. بعد مضي عدة ساعات في مصيف (انشكي) ومقابلة السيد الرئيس القائد صدام حسين وعائلته والسيد الوزير, امر السيد الوزير بمغادرة الطائرتين المرافقتين له بالعودة إلى مطار (المثنى) العسكري وابلغهم (بأنه سوف يلحق بهم بعد ساعتين) , وصلتا الطائرتين إلى مطار المثنى بسلام.

ج. إن سرعة الريح السطحي في منطقة الحادثة عالية جدا بحدود (20-25 )عقدة وهنالك (تحذير جوي) من قبل (قاطع الجوي الرابع) بمنع الطيران بسبب العواصف الترابية وزخات مطر, ومدى الرؤيا (صفر) ولم ترى الغيوم بسبب العاصفة الترابية.

د. بعد طيران طائرة السيد الوزير نوع (BELL- 214- ST) المرقمة (5700) من منطقة (مصيف انشكي) متجه الى (بغداد) نزلت نزول اضطراريا بسبب رداءة الجو وقد شاهد السيد الوزير بيت شعر لأحد(الرعاة) الذي نزلت الطائرة عنده , وقد تم استقباله من قبل راعي الغنم وبقي في (ضيافة الراعي) أكثر من ساعة ونصف الساعة.

هـ. بعد أن شعر السيد الوزير بتحسن الحالة الجوية قرر الإقلاع بعد أن تم توديعه من قبل (راعي الغنم) حيث أقلعت الطائرة , وبعد دقائق قليلة تردى الجو بسرعة مما اضطر قائد الطائرة بالرجوع إلى نفس المكان الذي غادره قبل قليل (راعي الغنم). 

و. في هذه الأثناء سمع (راعي الغنم) صوت دوي قوي إلا انه لم يشاهد شيء بسبب العاصفة الترابية ومدى الرؤيا صفرا, وبعد وقت قصير وانقشاع التراب شاهد (راعي الغنم) الطائرة التي أقلعت قبل قليل مصطدمة بالأرض فأسرع هو ومن معه من أهل بيته لإنقاذ طاقم الطائرة وقد شاهد (أربعة) من الطاقم قد توفوا و(اثنان) منهم لا يزالا على قيد الحياة فأسرع بإسعافهم ونقلهم بسيارته (بيك أب) إلى مستشفى الموصل العسكري, إلا انه قد (توفى) احدهم في الطريق المؤدي إلى المستشفى وهو (نائب ضابط مصور خالص ) وقد وصل (الجندي المكلف (مراسل) عزيز ججو ) الى المستشفى على قيد الحياة .

ز. من خلال مجريات الامور وسير التحقيق تبين ان الخطأ هو (خطأ طيار) بسبب طيرانه بهذه الاجواء الرديئة. 

* والله هذه هي الحقيقة لا لبس فيها لكل قارئ ومستمع من العراقيين النجباء الذين سمعوا باحاديث وهمية وكاذبة وحاقدة على السيد الرئيس القائد صدام حسين والسيد حسين كامل اردت إيضاحها لكم ايها الاخوة الاعزاء وللأجيال القادمة فأبرأ البريء والله شاهد على ما اقوله والله من وراء القصد .

عبد الرحمن العبيدي

الخميس 5 /5/ 20
16

هناك تعليق واحد:

  1. الله يرحمه بؤحمة الواسعة ويسكنة فسيح جناته
    رحم الله كاتب المقال ويسكنه فسيح جناته
    الحادثة والمقال صحيحة

    ردحذف

حقيقة وفاة البطل عدنان خير الله طلفاح

بسم الله الرحمن الرحيم (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن...