الخميس، 15 يونيو 2017

#حكاية_الحب_والوفاء_في_صفوف_جيشنا


صبر..الذي صبر على الموت من أجلي
في نهاية 1981 كنت آمر سرية المغاوير 376 من نظام معركة الفرقة السابعة..كلفت سريتي بواجب غاية في الصعوبة هو استرجاع الراقم 1150 الذي فقدته القطعات المدافعة عنه في معركة شديدة ،وقد وضعوا بأمرتي بقايا سريتين هما سرية مغاوير الغافقي وسرية مغاوير لواء المشاة 503..كان رأس عرفاء سريتي المرحوم النائب ضابط صبر دخيل عسكري من أهالي الناصرية الأبطال .. أحس أنه كان يحبني حبا قويا..كان مخلصا لي لا يخونني في أمر أصدره قطعا وينفذ أوامري بشكل صارم..
كلفنا بالهجوم على الراقم 1150 ليلة 3/4 كانون الثاني 19822 وكان مكان تواجده معي في مقر القوة..وعندما بدأ القصف التمهيدي ولأن جنودي على مستوى مذهل من التدريب..فقد جمعت ما تيسر من الجنود،وبدون ضوابط التعبئة المعروفة قمت بالصولة بهم على الخنادق الامامية..هناك القى جندي ايراني قذر رمانة يدوية بين رجلي ،شعرت أنني أطير في الهواء..ولم أعد أشعر بشئ..أفقت من اغماءتي مضرجا بدمي متألما من جراح لا تحصى ولا تعد..حملني جنودي الى ظهر صخرة كبيرة لكي لا تمزقني نيران اسلحة الرمي المباشر.
 في هذه الاثناء اطلق جندي ايراني صاروخ قاذفة آربي جي أصاب ساق النائب ضابط صبر الذي ارسلته الى الجانب الاخر ليجلب بقايا الجنود،فبترها..هوى صبر الى الارض وهو يصرخ:
-اﻟﺤﮕﻟﻲ ابو الغيرة ..مروتك تعال لي راح أموت..
 في هذه الاثناء مر به من جنودي على ما اتذكر محمد ابن الصحفي المعروف المرحوم يحيى زكي وكان رامي الرشاشة المتوسطة بي كي سي فقال له:
-انت صدﮒ بطران..حسن استشهد شفناه يطير ويوﮔع ﻟﻟﮕﺎع..خلي نخليك..
فصرخ صرخة ألم شديدة متأسفا على مقتلي..(أويلييييي ...بطل حيلي عليك)
وصاح بالجنود الذي يريدون حمله..
-عوفوني..روحوا إخلوا جثة آمر السرية لتعوفوه بمواضع العدو..عوفوني
رفض الاخلاء الذي يحلم به اي جريح في ارض المعركة من أجل أن يضمن إخلاء جثتي..
 في الصباح وبعد أن انجزنا احتلال الهدف..جلست عند جثته أبكي بحرقة شديدة..فأي وفاء يملأ قلب هذا الرجل..كان وجهه شديد الصفرة كأنه ليمونة لشدة النزف.
 وقبل الظهر وعندما استدعاني قائد الفرقة العميد الركن نزار الخزرجي ليقدمني الى وزير الدفاع الذي حضر شخصيا بطائرته الى الحافة الامامية لقطعاتنا يرافقه الفريق الركن عبد الجبار الاسدي قائد الفيلق الثاني والعقيد كاظم نعمه سلمان أمين سر فرع حطين العسكري..أخبرتهم بقصة المرحوم صبر وكان حديثي مرطبا بدموع ساخنة..فأمر الوزير قائد الفرقة بتسجيل اسمه..والنتيجة أن صدر مرسوم جمهوري بمنحه رتبة ملازم..وبعد مدة وخلال اجازتي الدورية شاهدت زوجة المرحوم صبر في مراسم تكريم في القصر الجمهوري يقلدها رئيس الجمهورية الشهيد صدام حسين رحمه الله تعالى نوط الشجاعة الذي استحقه المرحوم زوجها..بالمناسبة ..كان المرحوم عاقرا فليس له خلف..
 في الصورة..المرحوم صبر على اليسار ومعه محمد نجل صديقنا الصحفي المرحوم يحيى زكي..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حقيقة وفاة البطل عدنان خير الله طلفاح

بسم الله الرحمن الرحيم (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن...