الأحد، 18 يونيو 2017

الحياة_حكايات - عبد الرحمن عارف محمد ومسألة الكويت

الحياة_حكايات - عبد الرحمن عارف محمد ومسألة الكويت
اتبع الرئيس عارف سياسة خارجية واضحة المعالم والرؤية ومتوازنة نابعة من المصلحة الوطنية العليا للشعب العراقي في الحرص على أمن واستقرار العراق وسيادة العراق وعدم التدخل في شؤونه وقائمة على حسن الجوار والمصالح العليا المشتركة
وعدم المساس أو التفريط بالسيادة العراقية البرية أو البحرية أو الجوية تبني سياسة سلمية رصينة مع دول الجوار وبهذا الصدد قال الرئيس عبد الرحمن عارف كلمته المدوية أمام شاه إيران وفي قصر الشاه في 14 آذار 1967: (أن أرض العراق ومياهه وحدوده ليست عقاراً مسجلا باسمي.. ولا ملكا صرفاً لعائلتي.. ولا مقاطعة من مقاطعات أجدادي.. ولا حقلا زراعياً من حقول عشيرتي.. ولا إرثاً لأبناء قبيلتي.. ولا غنيمة من غنائم أهلي.. أنها ملك الشعب العراقي وحده.. ولا يمكن التفريط بها.. أو التنازل عنها.. أو بيعها.. أو تأجيرها.. أو التلاعب بخرائطها.. أو المقامرة بها أو المغامرة بها.. أو المساومة عليها.. أنها الواحة الفردوسية الرافدينية المقدسة.. التي اختارها الله جل شأنه مهبطاً لرسالاته السماوية.. ومثوى لأنبيائه.. وصومعة لأئمته.. ومنطلقاً لسلالاته البشرية.. هي الأرض التي حملت شعلة الإنسانية والتحضر وطافت بها في أرجاء المعمورة.. فلا أنا ولا غيري يمتلك حق التفريط بها وببحرها الإقليمي وممراتها الملاحية ومقترباتها المينائية) ويقول الرئيس عبد الرحمن عارف : (زارني السفير البريطاني في التاسع من كانون الثاني 1968) وكان العراق يمر في أزمة اقتصادية : ووعدني السفير : بحل كل مشاكل العراق الاقتصادية وتقديم مساعدات مالية للخزينة العراقية وعروض أخرى اقتصادية وثقافية ونفطية لمساعدة العراق شرط أن يتم : ترسيم الحدود مع الكويت في موعد أقصاه عيد استقلال الكويت في شباط 1968) حينها أكد الرئيس عارف للسفير البريطاني: (إن المسالة الكويتية ـ العراقية معلقة.. ولا أريد أن أثيرها فدع الأمور على ما هي .. وسوف ازور الكويت قريباً ليكون ذلك اعترافاً ضمنياً باستقلالية الدولة الكويتية ضمن قناعتي أما إذا كانت تلك الحدود مشروطة من قبلكم فإننا لا يمكن تلبيتها على حساب التلاحم العراقي) عندها ابتأس السفير البريطاني وانتفض ليخرج منزعجاً ووجهه كله شؤم وغيض وقال موجهاً كلامه للرئيس عبد الرحمن عارف: (لابد أن تأخذ الكويت حقها الحدودي آجلاً أم عاجلاً.. وهذه قناعة كل المسؤولين العاملين تحت التاج البريطاني)
 وهكذا ضحى الرئيس عبد الرحمن عارف بحكمه ولم يتنازل عن شبر واحد من ارض أو مياه العراق.. لا للكويت.. ولا لإيران.. ولا لغيرهما .....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حقيقة وفاة البطل عدنان خير الله طلفاح

بسم الله الرحمن الرحيم (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن...