السبت، 17 يونيو 2017

قصة وقعت احداثها في العراق عام 1983م !


قصة وقعت احداثها في العراق عام 1983م !
اروي لكم قصة احداثها تدور سنة 1983 في قاطع عمليات الفيلق الثاني عندما كان المرحوم الفريق الركن سالم حسين العلي قائدا للفيلق الثاني ...
بعد حسم احدى المعارك الشرسة والتي دارت رحاها لعدة ايام بلياليها ولضراوة المعركة كان الفريق الركن في جولة في الفيلق المتقدم بين اخوانه الضباط والمراتب وهو المعروف بتواضعه وحبه للمراتب بالذات وبسبب المعركة لم يذق المرحوم الفريق الركن سالم طعم النوم لاكثر من 3 ايام !

بعد انجلاء الموقف وحسم المعركة لصالح قطعاتنا بنصر مؤزر عاد قائد الفيلق الى مقر الفيلق في المنصورية وامر سائقه بالتجوه فورا الى مستشفى بعقوبة العسكري للوقوف على حالة جرحانا الابطال وحال دخوله حديقة المستشفى شاهد اثنان من الجرحى ملقان في حديقة المستشفى والدماء تغمرهما عندها استشاظ غضبا وطلب الطبيب المختص المسؤول عن هذه الحالة في تلك اللحظة فقال له احد الممرضين ان الطبيب يرتاح في بهو الضباط ويتناول وجبة الافطار زاد غضبه اكثر وهويقارن بينوضع الجنود الجرحى في حديقة المستشفى وبين الطبيب وهو يتناول فطوره وعندها حضر الطبيب امامه انزل به غضبه ووبخه وعاقبه بسبب اهماله للجنود الجرحى قائلاً له (كفر جندي عراقي يدافع عن الوطن ويصاب ولا يجد من يسعفه فوراً) ! اهتزت المستشفى لغضب الفريق وعاد ادراجه الى الفيلق وهو بغاية الغضب وبعد ان ارتاح وهدء وفي الدوام المسائي طلب حضور امر مستشفى بعقوبة العسكري امامه وحضر امر المستشفى وسأله عن هذا الطبيب المقصر وهل تم تنفيذ العقوبة ... اخبره امر المستشفى بتنفيذ الامر وسأله عن الطبيب هل هو طبيب ناجح يتحمل المسؤولية ام لا فقال له امر المستشفى ان هذا الطبيب حظه العاثر وضعه بهذا الموقف فهو من خيرة اطباء المستشفى ولكونه لم ينم من ليلة امس بسسبب كثرة الجرحى ولانهاكه طلب الذهاب ليغتسل ويفطر ويعود مرة اخرى ....
بعد ايام كرمت القيادة العامة الفيلق الثاني بانواط الشجاعة عن تلك المعركة فطلب قائد الفيلق المرحوم الفريق الركن سالم حضور قادة الفرق وامري الالوية لغرض تكريم المستحقين وقال لهم ضمولي نوط ويوم التقليد امر حضور الطبيب وقلده نوط الشجاعة وقال له ابني العقوبة عقوبة والتكريم تكريم لمن يستحقه وبعد السؤال عنك ثبتت جدارتك ...
وفي تلك الفترة كان من النادر ان تكرم الصنوف الخدمية. مثل الهندسة الالية والطبابة الا ما ندر وبهذا التكريم اعطى الفريق درسا في حب الواجب والمسؤولية وبنفس الوقت الرحمة
 هذا الطبيب الان من اشهر الجراحيين العراقيين في عمان اتحفظ عنذكر اسمه لكنهُ ربما سيكون احد اعضاء مجموعتنا ويقرأ ما كتبت الان فتحية له والرحمة لروح المرحوم الفريق الركن سالم حسين العلي ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حقيقة وفاة البطل عدنان خير الله طلفاح

بسم الله الرحمن الرحيم (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن...